الأحد، 16 يناير 2011

الــمُــنــتــظَــر

وَقَفَتْ كعادتها كل ليلة على شرفتها المطلّة على أهازيجٍ خضراء و مياهٍ زرقاء ،،
وَقَفَتْ منتظرة .. متشوّقة .. متلهّفة .. متأمّلة أن تلقاه ،، أن تراه و لو مرة واحدة قبل النّوم .. أن تحلم به ليلة واحدة فقط ،،
تَعِبَتْ الوقوف فأتت بكرسيها الخشبيّ إلى الشّرفة ثم جلست لتترنّح عليه قليلاً رافعة رأسها للأعلى و محدّقة النّظر إلى الأسفل ،،
مرّت ساعة .. اثنتان .. ثلاث .. و هي لم تلقاه بعد !!
شَعَرَتْ بإرهاق و نعاس شديد  فدخلت غرفتها لتستلقي قليلاً و تأخذ قسطاً من الرّاحة (القيلولة) ..
و لكنّها قررت النّوم خارجاً على الشّرفة و إذ بها تُخرج سريرها حتى تستلقي عليه ..
متضوّرة .. مشتعلة .. متأجّجة .. و لكنّه لم يأتِ أيضاً و لم تلتقِ به في تلك الليلة ،، 
مضت الليلة و بقيت على هذا الحال ثم أقبل صباح اليوم التّالي .. و كذلك هو الحال في كل ليلة ،،

و لــكــن .. هل تعرفون من هو " المُنْتَظَرْ " ؟؟
إنه "الــمــوت" الذي يخشاه الجميع و تنتظره هي بكل جرأة و شغف ،،
تنتظر اليوم الذي تلتقِ بحبيبها كأي فتاة تنتظر موعداً من الحبيب ،،
تشتاق الى تلك اللحظة التي ستقابله لأول مرة بخجلٍ كالأخريات ،،
ترسم كل المواقف التي يمكن لها أن تحصل بينهما ،،
يا لها من شُجاعة!!

16-1-2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق